مصر وقناة السويس قصة عزيمة وتضحية
بقلم محمود سودان 🇪🇬
قناة السويس المشروع العملاق الذي يمثل شريان حياة لمصر والعالم، وعن التضحيات الكبيرة التي بذلها الشعب المصري عبر تاريخ حفرها وتطويرها.
البدايات والتضحيات الأولى:
تعود فكرة وصل البحرين الأحمر والمتوسط إلى عصور قديمة، لكن التنفيذ الفعلي بدأ في العصر الحديث على يد شركة قناة السويس العالمية بقيادة فرديناند دي لِسِّبس. انطلقت أعمال الحفر الأولى عام 1859 واستمرت لمدة عشر سنوات.
خلال هذه الفترة، واجه العمال المصريون ظروفًا قاسية للغاية. لقد عملوا بالسخرة في بيئة صحراوية حارة وقاسية، وتعرضوا للأمراض والأوبئة ونقص الغذاء والمياه. تشير التقديرات التاريخية إلى أن عشرات الآلاف من المصريين فقدوا أرواحهم أثناء عملية الحفر بسبب هذه الظروف اللاإنسانية. لقد كانت تضحياتهم عظيمة وباهظة الثمن، لكن إصرارهم وعزيمتهم ساهمت في إنجاز هذا المشروع الضخم.
التأميم واستعادة الحق:
ظلت قناة السويس تحت إدارة الشركات الأجنبية حتى عام 1956، عندما اتخذ الرئيس جمال عبد الناصر قرارًا تاريخيًا بتأميم القناة وإعادتها إلى السيادة المصرية الكاملة. كان هذا القرار بمثابة تتويج لنضال طويل للشعب المصري لاستعادة حقوقه وموارده.
لقد قوبل قرار التأميم بمعارضة دولية شديدة، وتبع ذلك العدوان الثلاثي على مصر. لكن بفضل صمود الشعب المصري وتضحياته ودعم القوى المحبة للسلام في العالم، تمكنت مصر من الحفاظ على قرارها وسيادتها على القناة. لقد كانت فترة عصيبة شهدت تضحيات كبيرة من المصريين دفاعًا عن أرضهم وحقوقهم.
التطوير المستمر والتضحيات المعاصرة:
لم تتوقف أهمية قناة السويس عند كونها ممرًا ملاحيًا حيويًا، بل أصبحت أيضًا رمزًا للإرادة المصرية والقدرة على الإنجاز. على مر السنوات، قامت مصر بتطوير القناة وتعميقها وتوسيعها لمواكبة النمو في حركة التجارة العالمية وأحجام السفن.
أطلق الرئيس السيسي مشروع قناة السويس الجديدة في عام 2014، وهو مشروع ضخم يهدف إلى زيادة القدرة الاستيعابية للقناة وتقليل زمن عبور السفن.
لعب الرئيس عبد الفتاح السيسي دورًا محوريًا في تطوير قناة السويس، وخاصة من خلال مشروع قناة السويس الجديدة. يمكن تلخيص دوره في النقاط التالية:
_إطلاق مشروع قناة السويس الجديدة
_كان هذا المشروع يهدف إلى تعزيز مكانة قناة السويس كمركز ملاحي عالمي، وزيادة الإيرادات التي تحققها القناة.
الإشراف على تنفيذ المشروع:
_أشرف الرئيس السيسي بشكل مباشر على تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، وحرص على إنجازه في وقت قياسي.
_تم إنجاز المشروع في عام واحد فقط، وهو ما يعتبر إنجازًا كبيرًا في مجال المشروعات الهندسية الضخمة.
تنمية منطقة قناة السويس:
_بالإضافة إلى مشروع القناة الجديدة، أولى الرئيس السيسي اهتمامًا كبيرًا بتنمية منطقة قناة السويس
بشكل عام.
تشمل هذه التنمية إنشاء مناطق صناعية ولوجستية، وتطوير الموانئ، وتطوير البنية التحتية في المنطقة.
_مواجهة التحديات الأخيرة:
_قام الرئيس السيسي بمتابعة و توجيه هيئة قناة السويس لمواجهة التحديات الأخيرة التي أثرت على حركة الملاحة في القناة، و التي من ضمنها التحديات الإقليمية الأخيرة في منطقة البحر الأحمر و باب المندب.
_كما وجه بالاستمرار في تطوير المجرى الملاحي للقناة، لتعزيز دورها في التجارة العالمية.
باختصار، يمكن القول إن الرئيس السيسي لعب دورًا حاسمًا في تطوير قناة السويس، وتحويلها إلى مركز ملاحي عالمي حديث.
وأخيراً أقول إن حفر قناة السويس وتطويرها المستمر هو قصة تضحيات وعزيمة وإصرار من الشعب المصري على مر الأجيال. لقد قدم المصريون الغالي والنفيس من أجل هذا المشروع الوطني العظيم، وسيظل هذا الإرث من التضحية والعطاء مصدر فخر وإلهام للأجيال القادمة.
0 تعليقات