رؤية نقدية لرواية مآساة ابليس بقلم جمال الشندويلي

 رؤية نقدية لرواية مآساة ابليس

  بقلم جمال الشندويلي مصر 🇪🇬



نقد مأساة إبليس ليلة خاصة للروائى محي الدين حافظ


كتب / جمال الشندويلي 

رواية مأساة إبليس ليلة خاصة تمثل مشروعًا أدبيًا رمزيًا وفلسفيًا يتناول صراعات الوجود الإنساني من خلال إعادة تصوير شخصية إبليس يتجلّى في هذا العمل التأمل عميقًا في مفاهيم الحرية والطاعة والقدَر والاختيار وفي مضامين الهوية والانفصال يسعى هذا النقد إلى تقديم رؤية متكاملة لعناصر الرواية الفنية والفكرية وذلك عبر تحليل العنوان والبناء الدرامي واللغة والأسلوب والقضايا المطروحة مع إبراز الإيجابيات والسلبيات.

١- العنوان والدلالة الرمزية

العنوان المركب يجمع بين مفهوم المأساة والخصوصية الزمنية عبر عبارة ليلة خاصة ما يشير إلى لحظة استثنائية تمرُّ بها الشخصية يُعاد فيها النظر في مصيرها وخياراتها

يتم رسم إبليس في الرواية كشخصية مأزومة ليست رمز الشر المطلق فحسب بل إنسان تتجاذبه الأسئلة الوجودية توحي الليلة الخاصة بأن النقاش الفلسفي مرسوخ في سياق درامي محدد لإضفاء قوة درامية وتركيز فكري.

٢- البناء الدرامي والحبكة

 الزمن والمكان تختزل الرواية أحداثها في إطار زمني ضيق ليلة واحدة ما يمنحها كثافة درامية ويجعل القارئ يترقب تطور الأفكار دون تشتيت.

٣- تكاد تنعدم الإشارات التفصيلية للمكان ويُركّز على الحالة النفسية للشخصية المحورية ما يعزز الطابع التأملي والرمزي

٤- الحبكة والصراع الداخلي

تعتمد الرواية على مونولوج إبليس الداخلي وحواراته المتخيلة مع كائنات رمزية الضمير  الغرور   القدر

٥- الصراع هنا نفسي وفلسفي ولا يُقدَّم في شكل أحداث خارجية أو تحولات درامية معتادة بل في تدرجات نفسية تكشف عن عمق مأساة الشخصية.

٦- اللغة والأسلوب لغة شاعرية تفيض بالجماليات البلاغية من استعارات وكنايات ما يضفي عليكثرة جمالية لكنه قد يتطلب جهداً ذهنيًا لدى القارئ.

٧- الأسلوب المكثف تعتمد الفقرات على تراكيب مركبة وجُمَل ذات وزن أفكاري عالٍ ما يرسخ في الذهن إحساسًا بجسامة الموضوع وعمقه

٨- الإيقاع يتسلل الإيقاع الشعري إلى بناء الجمل ما يجعل من القراءة تجربة موسيقية داخلية.

٩- القضايا الفكرية الكبرى

 الحرية مقابل الطاعة

تمرد إبليس يعكس سؤالًا وجوديًا هل الخروج عن الأمر الإلهي حرية مشروع أم فعل غرور مفضٍ للسقوط

 القدر والاختيار

تناقش الرواية مدى قدرة الشخصية على تغيير مصيرها، أو ما إذا كان مُسطرًا مسبقًا.

الهوية والانفصال

تستعرض معاناة إبليس من انقطاع التواصل الإلهي وكيف يؤثر الرفض على شعوره بالكينونة.

 شرٌّ مأساوي

تستكشف الرواية وجهًا إنسانيًا للشر، معتبرة أنه نتاج ألم وفصل عن مصدر الحق والخير.

 الإيجابيات والسلبيات

ملخص وخاتمه

رواية مأساة إبليس ليلة خاصة مشروع أدبي متقدم يخطُف الأنفاس عبر معالجته لموضوعات أساسية في فلسفة الوجود والشرّ مستخدمًا لغة شاعرية ورموزًا عميقة إن كثافة الفكرة وموسيقية الأسلوب تمنحان القارئ تجربة فكرية راقية لكنها في الوقت ذاته قد تمثل تحديًا للمتلقّي غير المتخصص في نهاية المطاف تبقى هذه الرواية من الأعمال التي تستحق إعادة القراءة المتأنية ونعتبرها استكشاف جوانب جديد



إرسال تعليق

2 تعليقات

‏قال غير معرف…
روعه
‏قال د. هيام حسين…
الأستاذ جمال الشندويلي
دراسة نقدية اكثر من رائعة وأقترح ان نطرح كل النصوص المتميزة للتحليل الادبي الذي يثري جريدتنا و يجعلها منبر وعي. اعجبني بدأك بتحليل العنوان وهنا التناقض بين الإسم والوصف يخلق نوع من الجنمال الأدبي، فإن الوصف جاء للمأساة فحولتها من حال إلى إسم و جعلت إبليس هو الوصف. و هنا ساحاول ان اوضح : جميعنا عند سماع اسمه نستعيذ بالله منه ومن شروره في حين أن الروائي هنا جعله وصف للمأساة. من منا يوما تعاطف مع إبليس؟ ومن منا وضع نفسه في مكانه؟ ( ماذا لو جاءك يوم من هو ادنى منك عائليا و علميا ولن اذكر اي اشياء اخرى، وطلب منك رئيسك في العمل ان تسجد له- لن اقول تسجد ، ساقول تقبل يده؟ بربك ماذا ستفعل؟ ( دوغري سنردد المثل الشعبي : النصاص قامت والقوالب نامت- وبالفصحى سيقول من حول الساجد او مقبل اليد: ارحموا عزيز قوم ذل)- اروع مافعلته هو تحليل الإسم الذي القى الضوء على مارمى إليه كاتبنا الروائي الرائع، هل كان عصيان إبليس قدر سيره الله إليه؟ روعة إن قلم الروائي معجز لانك في معضلة هذا في العنوان فقط و لم انتهي بعد.
المأساة: هذا النوع من الماساه عرف عند الإغريق بالتراجيديا، ولكي يحكم على البطل انه ماساوي كان يجب ان يتوفر فيه كل عوامل المأساة:
١] يكون البطل الماساوي في مكانة عالية (كملك- قائد- فارس) يرتكب خطأ مأساوي يأخذه للتردي ويفقد مكانته وهنا تتحقق الماساة.. تعالى معي نرى إبليس:
إبليس: خلق من نار وكان مدللا عند رب العالمين.
آدم: خلق من طين- وزوجه خلق من ضلعه
(هل يستوي النار والطين)
الخطأ القدري: او التراجيدي (tragic fault)
البطل لكي يكون بطلا مأساويا يجب ان يتقبل مصيره بشجاعة- فلا يهرب من الموت ولا يجبن، كيف تقبل إبليس ماقدره له الله من مصير؟ توعد نسل آدم بالغواية.
وهنا كان سقوطه النهاية وتنفيذا لمشيىة الله..(او ممكن ان نسميه ابتلاء من عند الله لجنس البشر؟ مع انهم فاقوه كبرا...راىع جدا و ساتناول كل جزىية بقراىة ممتعة لكلماتك. تحية لمدادك